بيت العرايس و العرسان

اللي يحبنا ما يضربش نار عندنا

Wednesday, February 27, 2008

بمنتهى اللطف


طيب يابرايد اسمعى حكاية لسة طازة.

انا ياستى كنت غير كل البنات، مش قصدى الأغنية لكن أنا عمرى ما حلمت انى اتجوز بسرعة زى كل البنات – تفتشكرى هو ده السبب- ويا اما اتبطرت ياختى والله ( تفتشكرى برضه ده ممكن يكون سبب)، - لا طبعا ده نصيب - وربنا يسامحنى بأة ويعفو عنى . انا كنت طموحة جدا وعايزة احققق لنفسى حاجة لانى كنت حاسة انى ولا حاجة وحددت لفنسى اانى هابتدى افكر ف الجواز على سن 26 سنة يعنى اكون حققت طموحاتى المهنية وكمان اكون نضجت كفاية لانى اصغر واحدة وتصرفاتى كانت طفولية شوية وكمان كانت شخصيتى غير مسئولة بعض الشىء


.
الحمد لله اتخرجت من كلية قمة زى ما بيقولو اشتغلت كمان ف مكان مالتى ناشونال وابتديت ف سكة تحقيق الطموح المزعومة، وعديت على السنة اياها المشار اليها عاليه ، وحسيت انى جوايا بركان على وشك الانفجار ورغبة قوية وملحة انى اتجوز وبسرعة ... استغربت اوى من احساسى ده، لانى كنت بصحى من النوم فى نص الليل على كلمة اللهم ارزقنى الزوج الصالح.... كانت مرحلة غريبة اوى ومؤلمة وحالة انا مش فاهماها زى ما اكون استغفر الله العظيم شايفة انى حياتى ممكن تمشى بالمسطرة ، لكن طبعا كله بارادة ربنا... اللهم اغفر لى.


ولأن شغلى حساس وجدولى مليان فانا منش عندى اى فرص للخروج اوالتعارف ، وعلاقاتى بالجنس الاخر محدودة جدا وفى اطار الزمالة البعيدة كمان، ومش مشتركة ف نادى ولا عيلتى كبيرة ولا علاقاتى واسعة.ولا بخرج مع صحباتى اللى كل واحدة فيهم عاملة زى المكنة من البيت للشغل ومن الشغل للبيت وكلهن آنسات ومناصب وجميلات وغير مرتبطات. فاضطريت – بحكم كونى اصبحت شخصية عملية – انى اجرب مواقع الزواج الاسلامية اللى ع النت،



وكتبت مواصفات اللى انا عايزاه مواصفاته واحد اتنين تلاتة .... مش بقولك شخصية عملية، المهم حصل توافق بينى وبين واحد ، ابتدينا نتكلم ونتعرف على بعض ، رغبتى من انى احس بيه كانت اقوى بكتير من احساسى بيه، يعنى تقدرى تقولى كده حبيته قبل ما حتى احس انه بحبه ، زى اللى بتتلكك عشان تحب، لانى كان عندى مخزون "عاطشفى" متجاهلاه الى ان بلغت المرحلة العمرية اللى سمحت فيها لنفسى انى افتح قلبى بأة، وفتحته .. وعينك ما تشوف الا النور!!!!! ، الولد كويس ومش تافه ومحترم وتفكيره حلو بس مشكلته زى مشاكل كل الشباب ... الفلوس .... بس هو يتميز شوية بانه بيدرس ف المانيا، بيحضر ما جيستير (عقبالك يابرايد) وهو نفس مجال دراستى على فكرة، بس انا جبت م الاخر ووفرت على امى الفلوس ونزلت انا كمان اشتغل واجيب فلوس.
المهم، ابتديت احس انه الفارس اللى جايلى ع الحصان الأبيض ( اللى اتضح لى بعد كده انه حصان طروادة) وان احنا مخلوقين لبعض وكل الكلام الساذج اللى بيتضحك بيه ع البنات ف اول تجاربهم وبيتصدق طبعاً عشان ما مروش بتجارب تعلمهم وانا كنت كده.
وهو ادانى حب واهتمام كبير جدا وعيشنى ف حالة حب وقالى كلام – احلى كلام – من يومها وانا بضرب نفسى بالشبشب انى صدقته....


فاجئنى بعد نزوله بطلب اننا نسيب بعض، قلت كل شىء نصيب والحمد لله ان ده حصل دلوقتى قبل ما يبقى فى حاجة رسمى، رضيت بقضاء ربنا ووافقت بمنتهى السهولة ونهيت كل اتصال بيننا،
وفوجئت به راجع وبقوة يطلب منى انى ارجعله وكلام بأة من اللى قلبك يحبه، وعقلك يستعبط ويصدقه ( متسيبنيش ، متضيعيش كل حاجة بسهولة كده
انا ما صدقت لقيتك..انا بحبك... انا محتاجلك، خليكى جنبى انا جاى من اخر الدنيا علشانك
،،
) وفعلا عملت كده وسامحته ونسيت ورجعتله "بمنتهى اللطف" لانى فعلا كنت حبيته أو يمكن عشان سيت تروس قلبى تقوم بوظيفتها و وتخيلت انى مش هقدر اوقفها تانى، واذا بهذا الموقف يتكرر مرة اخرى، وانا بأة نهر النيل ورمز العطاء والوفاء والتسامح اللى باغفر انسى وارجع "بمنتهى اللطف".


واذا به بعد ما ييجى البيت والموضوع يمشى ف تراك الاجراءت الرسمية ، يكرر نفس الطلب وهو اننا نكون اخوات بس يكون فى بينا اتصال لانه حاسس انه ولا حاجة ومعهوش اى فلوس ولا حتى تمن الدبلة ، ولانى بحقيقى شايفة ان تقييم الانسان مش بالفلوس خالص ولانى الحمد لله ربنا كارمنى ورازقنى ولان اخر سبب ممكن ارفضه عشانه هو امكانياته المادية، لانه شاب ومستقبله كويس وهو ده الكنز الحقيقى، عرضت عليه انى اسلفه بس رفض "لكن مش بقوة"، مامته كانت ست جميله وبتحبنى وكانت بتكلمنى من وراه ، وعرضت عليها انه اديها فلوس تديهاله من غير ما تقوله انها منى.... بس برضه محصلش وأنا ما ألحتش... لانى فكرت ف نظرة الناس ليا لو حد تانى عرف، انا برضه مش رخيصة ، انا بس بحب ولطيفة.
وقلت له "بمنتهى اللطف"
انا ميهمنيش الفلوس لانها بتاعة ربنا ورزق وكمان احنا اللى بنعملها مش هى اللى بتعملنا واحنا لسة فى بداية حياتنا ولسة ادامك مستقبلك بعد ما تخلص دراستك
، كنت بحاول اقف جنبه على اد ما اقدر، بس كمان انا كنت تعبت اوى اتألمت وحسيت بالاهانة ، حسيت انى يويو مربوط بأستك ضعيف يشده شوية ناحيته وبعدين يرميه ف الهوا ويتفرج عليه وهو بيبعد وبعدين يرجع يشده تانى بمنتهى السهولة:


وقعدت ادندن "بمنتهى الطف":

( هتروح؟ ما تروح وسيبنى وروح وروح علشان اعلم قلبى يعيش مجروح .... هتبيع؟ متبيع ما انا لازم اضيع ،علشان اتعلم عمرى ما آمنش اللى يبيع.... بهواك؟ بهواك كان لازم اهواك ، علشان انا قلبى طيب وانت حبك هلاك).


تعرفى يابرايد اخر مرة دى حسيت انى برتعش ، تقريبا الاستك كان ابتدا يتقطع، وفعلا حسيت ان بطارية قلبى شحهنا ابتدا يفضى وهو استنفذ كل طاقتى واحاسيسى ما بين مشاكل امكانياته المادية المتعسرة ورسالة الماجيستير وابحاثه المهددين بالضياع والشقة وظروفه ف البيت وعلاقته بوالده وكراهيته لمصر و...... مع انى كنت راضية واوجدتله حل لكل حاجة حتى مشكلة الشقة حليتها. وقلت له انى الحاجات دى عمرها ما هتفرق بينا، واننا نبعد عن بعض بس لو مش بنحب بعض، وطالما الحب موجود كل المشاكل دى بتدوب وبتعدى وبتتحول لذكرى.
بس بعد شوية زهقت من المحايلة واتخنقت جوايا مشاعرى ناحيته ، تعرفى كان ايه رد فعله، رفض رد فعلى بالاستسلام لرأية اننا نسيب بعض للمرة الرابعة او الخامسة مش فاكرة ( وده كله فى ايام ميكملوش اسبوعين ) ،
وقالى بالحرف
انا مستنى منك تحسسينى انك متمسكة بيه لان ظروفى صعبه وتعبان وهو ده اللى انا محتاجه منك، وان مش متزن وتعبان نفسيا وده بيحصلى لما ينزل مصر، اللى مستحيل أعيش فيها وانه خايف لحسن متعرفش تيجى معايا المانيا
، فوافقت "بمنتهى اللطف" وجبت ورقى وابتديت اجهز لاجراءات السفر، لقيته تحمس وعنيه لمعت وبعد نص ساعة تحول وقالى انه لما يبقى غنى هيبقى ييجى يتجوزنى ورمانى ف الشارع .. ومشى.. حسيت احساس فظيع يا برايد، يمكن شبه احساسك لما اتسرقت منك الفلوس ف الميكروباص، بس الفرق ان انا قلبى وكرامتى اللى اتسرقوا....
الادهى من كل ده انه بعد ما طلب منى اتحمله واحسسه انى متمسكه بيه، بعدها بعتلى يقولى انا مش فاهم سر تمسكك بيا، اللى بيحصل ده مش طبيعى




ويوم الفالانتين كان تاريخ فراقنا الفعلى، رجعتله هديته اللى كان جايبهالى لما جه من السفر، وأخدها بسهولة، وشحنى بالأحاسيس السلبية ناحية نفسى، وحواره لم يخل من كراهيته لمصر وترابها وشعبها والتخلف اللى فيها والفساد و.....وتخيلى لقيته بيدينى ورق عشان اساعده واعمله له، وبيطلب منى اننا نفضل على اتصال وكان محسسنى ان ده اكبر جميل بيعمله لى.... مش قادرة أقولك كرهت نفسى اد ايه ف اللحظة دى وحسيت انى ولا حاجة وانى مكسورة أوى ، وقررت اعمل اى حاجة ارد بيها اعتبارى لنفسى وانتقم بيها منه وأرد كرامتى اللى ضاعت فى تراب مصر الغالية اللى انا بحبها بجد وبحب نيلها ( حبيبى بتاع العطاء) ، بس مالقيتش ادامى غير الورق بتاعه اللى كان مديهونى عشان اشتغله فيه بعد ما اشتغل لى هو ف الأزرق وعيشنى فى الأسود، رحت واخدة قرارى بمنتهى القوة والحزم والشجاعة وقررت الا اكون فى "منتهى اللطف" واعتذرت لحبيبى نهر النيل بتاع العطاء، وقلت هى دى اللحظة الحاسمة ، انا لازم افوق من الوهم ده بأة وأدوس على تروس قلبى حتى لو اضطريت انى اكرسها.
ومسكت الورق بتاعة "بعنف".........
وبوسته"برقة" .......
ورميته ف الزبالة" بمنتهى اللطف ".


( فى حد يحب حد بيوجعة بالشكل ده، ويرضى يضحى بحياته، فى حد عنده عمر يضيعه هدر كده ، وما يبكيش ع اللى فاته).

إمضاء
المعذبة اللطيفة بنت النيل
(قصتها و بإسلوبها)